الألغام في سوريا: حاجة ملحة تستدعي الحل والتوعية... تعرّف إلى أنواع الألغام التي تزرعها الأطراف المتقاتلة في سوريا

الألغام في سوريا: حاجة ملحة تستدعي الحل والتوعية... تعرّف إلى أنواع الألغام التي تزرعها الأطراف المتقاتلة في سوريا

يأتي اليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام والقذائف غير المنفجرة، والتي تحصد أرواح الأبرياء بشكلٍ شبه يومي في جميع المناطق السورية، وسط غياب الجهود الحقيقة المبذولة لإزالة حقول الموت، بالتّرافق مع غياب الخبرات والمعدّات اللازمة، خصوصاً في المناطق المحررة.

وعمدت الأطراف المختلفة في الحرب السورية إلى تفخيخ المناطق قبل انسحابها منها، فأصبحت حقول الموت تهدّد حياة السوريين في كل لحظة.

وبرز اسم "تنظيم الدولة" كأحد أهم الأطراف المتقاتلة في تفخيخ المناطق التي كان يسيطر عليها قبل انسحابه، اذ عمد إلى تفخيخ الإطارات وأبواب المنازل والثلاجات وأجهزة التلفزيون بعبوات بدائيّة، الأمر الذي أدى إلى مقتل العشرات وإعاقة العديد ممّن تعرّضوا لانفجار تلك الألغام، ووصل عدد الألغام التي خلّفها "تنظيم الدولة" في مدينة الرقة عقب انسحابه منها إلى 10 آلاف لغم.

واستخدم "تنظيم الدولة" أحد أخطر الألغام التي تمّ استعمالها في سوريا، وهو اللغم التلفزيوني أو ما يسمى العدسة، والذي ينفجر بزاوية 45 درجة، ويكون مُحدّباً من الأمام، ليحدث بانفجاره أكبر ضررٍ ممكن بالضحية، بالإضافة إلى استخدام التنظيم الألغامَ البلاستيكية أثناء تفخيخه للمنازل، والتي تُحدث ضغطاً كبيراً عند انفجارها.

ولا يقلّ خطر القنابل العنقودية والذخائر غير المتفجرة عن خطر الألغام، ففي تقرير لمنظمة "هيومان رايس وتش" لعام 2016، أكّدت المنظمة استخدام العمليات العسكرية السورية-الروسية المشتركة، التي بدأت في 30 أيلول/سبتمبر 2015، الذخائر العنقودية المحرمة دولياً على نطاق واسع، وأضاف التقرير أنّ العديد من الذخائر الصغيرة لا تنفجر، وتتحول فعلياً إلى ألغام أرضية يمكن أن تنفجر جراء ملامستها لأي شيء، حتى بعد سنوات عديدة.

وفي تقرير سابق لمنظمة "هيومن رايس ووتش" الصادر عام 2012، اتهمت النظام السوري باستخدام الألغام المضادة للأفراد، والتي تسببت بقتل وإصابة العديد من المدنيين في مناطق سيطرة المعارضة السورية، وذكر التقرير بأنّ سوريا لم تنضم إلى معاهدة حظر الألغام رقم 159، والتي تحظر بشكل كامل استخدام وإنتاج وتجارة وتخزين الألغام المضاد للأفراد.

التوقعات التقديرية لعدد الضحايا والمصابين بالألغام بلغ ألف ضحية خلال 7 شهور في المنطقة الممتدة من إعزاز إلى جرابلس، وتمّ تعطيل ما يزيد عن 5000 لغمٍ في منطقة ريف حلب الشمالي، وسط غياب الدعم اللوجستي والفني البشري من قبل الجهات الدولية، في مناطق سيطرة المعارضة السورية، في حين عمدت روسيا في مناطق النظام إلى الاستعانة بشركات خاصة لإزالة الألغام من المدن السورية التي استولت عليها، إذ أوضحت صحيفة "إزفيستيا" الروسية أنّ موسكو قد تستعين بشركات متخصصة في تصميم روبوتات للمساعدة في عملية نزع الألغام.

وبحسب قائد قوات الهندسة الروسية، "يوري ستافيتسكي"، فإنّ خبراء المتفجّرات الروس قاموا بتطهير أكثر من 3 آلاف هكتار من الألغام والعبوات الناسفة، كما تمّ تأمين حوالي 4500 منزل، و250 موقعاً مدنيّاً بما فيها المدارس والمساجد والمستشفيات، وذكر "ستافيتسكي" أنّ عدد العبوات الناسفة التي فُكّكت تجاوز 36 ألف عبوة في حلب.

وتبقى الجهود المبذولة في عملية تفكيك ونزع الألغام غير كافية، فجميع أطراف الاقتتال فخّخت أماكن تواجدها، وعلى مساحة جغرافية واسعة في سوريا، والتّخوّف الكبير الحاصل من عدم إمكانية العثور على الألغام وتفكيكها حتى بعد الحصول على الخرائط التي توثّق مكانها، وذلك بسبب عوامل التعرية الجغرافية وسيول الأمطار التي تكون قد أسهمت في تغيير أماكن العديد منها، وبالتّالي ما يزال الخطر قائماً من الأضرار التي قد تُلحقها في المدنيين.

 

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +