مُهجّرون من الغوطة: هكذا استقبلنا أهالي سراقب

مُهجّرون من الغوطة: هكذا استقبلنا أهالي سراقب

راديو ألوان - ألوان محلية 

"كنا نخشى من أيّ تصعيدٍ جديد، انتظرنا أكثر من يومٍ كاملٍ كي تصل الحافلات التي ستُقلّنا إلى الشمال السوري، ودبّت فوضى عارمةً حين وصلت الحافلات أخيراً، ليصعد الناس إليها راحلين عن غوطتهم"، هكذا يصف أحد المُهجّرين من الغوطة الشرقية لراديو ألوان اللحظات الأخيرة التي قضاها بانتظار الانتقال القسري إلى الشّمال السّوري.

لم يعرف المُهجّرون أيّ طريقٍ سيسلكون في طريق هجرتهم التي فرضها حلف "الممانعة" وعرّابه الرّوسي، ولا عدد الساعات التي ستستغرقها رحلتهم، إلا أنّ المفاجأة كانت بأنّهم يعبرون طرقاتٍ تمر بمدن الساحل السّوري، يقول "عمر رمضان"، أحد المُهجّرين، "وجدنا مَن يشتمنا ويستهزئ بنا من مؤيدي النظام، كانت لحظات سيئة للغاية، رغم أنّنا كنا نتوقع كل شيء أثناء مرورنا في تلك المناطق".

اضطرت الحافلة التي كانت تُقلّ "رمضان" للتوقف قليلاً على الطريق، حيث أنزلت سيّدةٌ طفلها لقضاء الحاجة، طوّق الأمن الحافلة ونشر الرعب في صفوف الرّكاب إلى أن عاد الطفل إليها من جديد.

تسبّبت سنوات الحرب بشتات ملايين السوريين الذين تقطّعت السبل بين أفراد العائلة الواحدة منهم، وكان هذا حال معظم أهالي غوطة دمشق الشّرقيّة، إذ باتت مُشتّتةً داخل الحصار وخارجه. أمّا اليوم، وبعد التّهجير المنظّم لغالبيّة الأهالي، اتّسعت رقعة هذا الشّتات الشتات أكثر، وازدادت بذلك المعاناة.

عندما وصل رمضان إلى "سراقب"، يقول إنّه فوجئ بالحفاوة التي لاقاها من الأهالي "جرى استقبالنا على نحوٍ لم نكن نتوقعه أبداً، منذ اللحظة الأولى لدخولنا إلى المناطق المحررة وجدنا رجالاً يوزعون الحلوى على الأطفال، آخرون يدعوننا إلى بيوتهم لنقيم معهم، أقمت أنا في منزلٍ جهّزه أهل سراقب بالكامل، أشعر اليوم وكأنني كلما تمنيت أمنية ما وجدت مائة رجلٍ جاهزٍ لتحقيقها".

للمزيد الاستماع الى التسجيل التالي

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +