الأزمة السكنية في الشمال السوري: هل ستكون القرى الطينيّة المُستحدثة هي الحل الأنسب؟

الأزمة السكنية في الشمال السوري: هل ستكون القرى الطينيّة المُستحدثة هي الحل الأنسب؟

راديو ألوان - ألوان محلية 

في ظل نزوح عددٍ كبيرٍ من المدنيّين، نتيجة تعرّضهم للقصف والتّدمير وعمليات التّهجير القسرية إلى مناطق أخرى، برزت الحاجة لإيجاد مساكن وبيوتٍ لإيواء المُهجرين وتخديم المنطقة، بما يُلبّي متطلبات المعيشة في حدودها الدّنيا.

وتبرز مدينة "إعزاز" كواحدةٍ من مدن الشمال السوري التي تعاني أزمةً كبيرةً في السكن، ومشاكل في استيعاب أعداد المُهجّرين الوافدين إليها.

وقال "محمد الحاج علي"، رئيس المجلس المحلي لمدينة "إعزاز"، إنّ أزمة السكن في المدينة قديمة، وتعود إلى فترة توقّف الطيران الحربي عن استهدافها، لتصبح ملاذاً للكثير من أهالي المناطق التي تشهد قصفاً، لا سيّما المناطق المحيطة بالمدينة، فضلاً عن عددٍ من النّازحين والمُهجرين من دول أخرى، على حدّ وصفه.

وأشار "الحاج علي" إلى أنّه تمّ إنشاء منطقة مخيّماتٍ للمُهجّرين من مدينة دوما في الغوطة الشرقية على مقربةٍ من "إعزاز"، والتي ضمّت في بادئ الأمر حوالي 600 عائلة، ليصل العدد إلى ألف عائلة في المخيّم.

وتجدر الإشارة إلى توجه العديد من المنظمات لبناء وحدات سكنيّة طينية، وذلك لجودة تلك المادة مُقارنةً بالخيم التي لم تكن تحمي المقيمين فيها من برد الشتاء وحرّ الصّيف.

وتلك التجربة كانت حاضرة في بلدة "آفس"، شمال مدينة سراقب، والتي بُنيت فيها قرية طينية استوعبت مئات العائلات، بالإضافة إلى القرية الطينية الموجودة في جبال حارم، والتي تُعتبر واحدةً من 6 قرى يتمّ إنشاؤها من قِبَلِ منظّمة "الهلال الأحمر القطري"، بمساحة 5 هكتارات للقرية الواحدة، وبمعدّل 200 إلى 500 شقّة في كلّ قرية.

كما أطلق فريق "ملهم التطوعي"، وهو أحد المنظمات الإغاثية السورية، مشروعاً لبناء قرية سكنيّة إسمنتية في ريف حلب الشمالي، وهذا ما دعى إليه "الحاج علي" للتخفيف من ارتفاع الطلب على السّكن في مدينة "إعزاز"، إلا أنّه أشار إلى وجود مثل تلك القرى باتجاه منطقة "شرّان"، والتي تعاني من سوء التّخديم، سواءً على صعيد المواصلات، باعتبارها منطقة مقطوعة، أو الكهرباء أو الأشكال الأخرى من المتطلبات الخدميّة الأساسية، وهنا يعمد السكان إلى النزول لمدينة "إعزاز" لشراء احتياجاتهم ومتطلباتهم اليومية.

وأضاف "الحاج علي" بأن تلك المشكلة يجب تلافيها بإنشاء مجالس محلية لتلك القرى والمدن، لتقوم على واقع المنطقة وتأمين متطلبات تلك التجمعات، وأشار إلى أن المجلس المحلي لمدينة "إعزاز" يستطيع المساعدة لفترة زمنية محدودة، ريثما يتم تشكيل مجلس محلي يمسك بزمام الأمور في تلك المناطق.

للمزيد في المتابعه الصوتية التالية

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +