"عُصبة الأمم" إحدى المنظمات التي سبقت ظهور الأمم المتحدة.

راديو ألوان 

تعتبر منظمة عُصبة الأمم "جمعية الأمم" واحدة من أولى الجمعيات الدبلوماسية العالمية التي ظهرت للحفاظ على السلم العالمي، حيث حملت هذه المنظمة على عاتقها مهمة فض النزاعات بين الدول بطرق دبلوماسية قبل تحولها لحروب طاحنة.

 نشأت هذه المنظمة في الخامس من شهر كانون الأول سنة 1920 عقب نهاية الحرب العالمية الأولى، وخلال مسيرتها تمكنت منظمة عُصبة الأمم من إنهاء العديد من الخلافات بين الدول قبل أن تشهد تراجعا تدريجيا لهيبتها خلال الثلاثينات، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية تم رسميا حلّ هذه المنظمة لتنشأ مكانها منظمة الأمم المتحدة.

يعدّ الرئيس الأميركي الرابع والعشرين "وودرو ولسون " أوّل من تحدث عن عُصبة الأمم من خلال برنامج نقاطه الـ 14 لإعادة السلم للعالم، ولإنهاء الحرب العالمية الأولى.

وخلال تلك الفترة، لقيت فكرة إنشاء منظمة عصبة الأمم معارضة شديدة من قبل العديد من النواب الأميركيين، حيث تزعم النائب الجمهوري هنري كابوت لودج حركة عارضت ما جاء في معاهدة فرساي التي وقعت عقب نهاية الحرب العالمية الأولى، وذلك إيمانا منه أن مثل هذه المنظمات تقوّض الدور الأميركي على الصعيد العالمي.

من جانب آخر، لقيت فكرة إنشاء منظمة عُصبة الأمم ترحيبا واسعا من قبل العديد من القوى العالمية، وفي عام 1920 انضمت 48 دولة لمنظمة عُصبة الأمم، وفي حدود يوم الخامس عشر من شهر تشرين الثاني من نفس السنة عقدت هذه المنظمة حديثة النشأة أول اجتماعاتها بمدينة جنيف السويسرية.

خلال فترة عشرينيات القرن الماضي حققت منظمة عُصبة الأمم نجاحا محدودا في فض النزاعات الدولية، وخلال الثلاثينيات، عانت منظمة عُصبة الأمم من تراجع واضح لدورها، إضافة إلى انسحاب كل من البرازيل، وكوستاريكا منها خلال العشرينيات.

ولم تتردد ألمانيا سنة 1933 تزامنا مع اعتلاء أدولف هتلر هرم السلطة في مغادرة المنظمة إثر مؤتمر نزع السلاح العالمي.

وفي تلك الفترة، كانت عُصبة الأمم عاجزة عن اتخاذ قرارات بارزة، ولعل أهم قرار اتخذته هو قيامها بإقصاء الاتحاد السوفيتي من المنظمة عقب بداية الغزو السوفيتي لأراضي فنلندا سنة 1939.

وفي عام 1940 وإثر وقوع كل من فرنسا، والدنمارك، والنرويج، وبلجيكا، وهولندا، في قبضة القوات الألمانية، عبرت سويسرا والتي احتضنت مقر عُصبة الأمم عن قلقها من تواجد منظمة تابعة للحلفاء على أراضيها لتباشر إثر ذلك بإغلاق مكاتب عُصبة الأمم الموجودة بمدينة جنيف.

وعقب ذلك بفترة وجيزة بدأ الحلفاء بالتفكير في إنشاء منظمة أخرى لتعويض عُصبة الأمم، وخلال مؤتمر سان فرانسيسكو سنة 1944 جرى الاتفاق على وضع أسس منظمة جديدة ذات صلاحيات أكبر. ومع حلول سنة 1946 تم رسميا حلّ منظمة عُصبة الأمم، وجاء ذلك عقب إنشاء منظمة بديلة حملت اسم الأمم المتحدة.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +