راديو ألوان 

تنغّص آلام الظهر على المريض حياته، إذ تمنعه من القيام بأعماله اليومية، كما تصعّب عليه عملية الجلوس والنوم والحركة، حين يكون الألم حاداً ومستمراً، ورغم ما يتداول عن أن طريقة الجلوس تساهم في إصابات الظهر أو الوقاية منها، كشف أخصائيون أنه  لا يوجد وضع مثالي في ما يتعلق بالجلوس أو الوقوف، حيث أن الحرص على الحركة هو الأهم.

قال أخصائي العلاج الطبيعي في مجال الصحة المهنية "آشلي جيمس" لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية: "إن الأبحاث التي تربط بين وضعية الجلوس والألم، ضعيفة"، وقال أيضاً حتى التراخي في وضعية الجلوس ليس بالضرورة أن يكون سبب لآلام الظهر.

وأشار جيمس إن أي شخص يعتقد أن وضعية عموده الفقري ستعيقه، يجب أن يلقي نظرة على الرياضي "يوسين بولت،" الذي يعاني من الجنف، وهو العمود الفقري المنحني بشكل مفرط، لكن الرياضي ما زال قادراً على أن يكون أسرع رجل في العالم".

كما أكد الجراح الإستشاري في لندن "كولن ناتالي" على أن الناس ينظرون إلى أولئك الذين لديهم ظهر منحن، أو إصابة الأشخاص بما يعرف بالديسك بأنه ناتج عن وضعية جلوس سيئة، بينما الأمر ليس كذلك.

وهذا ما أكدته الدراسات التي أجريت في عام 2016، عن عدم وجود علاقة بين وضعية جلوسهم و الإصابة بآلام في أسفل الظهر، حيث تم إعطاء مجموعة مكونة من 60 شخصاً مستشعرات الحركة التي تقيس الإنحناء في العمود الفقري والحركة في الحوض وطلب منهم القيام بخمسة حركات.

ويرى جيمس أن الإعتماد على وضعية الجلوس، هو ببساطة علاج خاطئ، قائلاً إن ما يهم فعلاً هو طول الوقت الذي يقضيه الشخص في وضعية معينة، وقال لمنع آلام الظهر، فإنه علينا الإستمرار في الحركة.
ويقول جيمس"إذا كنت تجلس بوضعية واحدة لفترة طويلة ، فإن مستشعرات الألم تكتشف الضغط وتبعث الرسائل العاجلة إلى العمود الفقري والدماغ مما يعني أنك تشعر بعدم الارتياح".

ويعتبر الأخصائي "آشلي جيمس" أن المشكلة الحقيقية هي في تجاهل الناس للإشارات التي يصدرها الجسم، لذا فإن الاستجابة لطلب الجسم بالحركة هو الحل الأمثل لتفادي آلام الظهر.