هل هنالك تواطؤٌ أمريكيٌّ روسي قد يطيح بالجنوب السّوري؟

هل هنالك تواطؤٌ أمريكيٌّ روسي قد يطيح بالجنوب السّوري؟

قُتِلَ ثلاثة أشخاص، بينهم امرأةٌ وطفلة، في حين أُصيبَ آخرون، اليوم السبت، جرّاء قصفٍ جوّيٍّ ومدفعيٍّ وصاروخيٍّ شنّته قوّات النظام على مدينة "الحراك" في ريف درعا الشرقي.

كما أفاد ناشطون بأنّ بلدة "المسيفرة"، في ريف المُحافظة، تعرّضت لقصفٍ بصواريخ مُحمّلة بمادّة الفوسفور، وذلك من مقرّاتٍ للنّظام في مطار "الثّعلة" العسكريّ غرب محافظة السّويداء.

إلى ذلك، شنّت طائرات النّظام الحربيّة، مساء أمس الجمعة، أكثر من عشرين غارةٍ على قرى وبلدات منطقة "الّلجاة" وريف درعا الشّرقي، فيما ألقت طائراته المروحية نحو خمسة عشر برميلٍ مُتفجّرٍ على المنطقة، إضافةً لقصفٍ صاروخيٍّ ومدفعي.

وبحسب "وكالة سمارت"، فإنّ قصفاً نفّذته مروحيّات النّظام استهدف بلدة "ناحتة"، شمال شرق درعا، بأربعةِ براميلَ مُتفجّرة، إضافةً لاستهدافها بثماني غاراتٍ شنّتها الطّائرات الحربيّة.

وأضافت "الوكالة" بأنّ طائرات النّظام الحربيّة "شنّت تسع غاراتٍ على بلدة بصر الحرير، والتي تعرّضت أيضاً لقصفٍ ببرميلين متفجّرين، في حين ألقت مروحيّات النظام بأربعة براميلَ أخرى على بلدة المجيدل ومدينة الحراك، بالإضافة إلى عدة غارات جوّية استهدفت بلدة مليحة العطش".

كما ذكرت "سمارت" بأنّ قوّات النظام "قصفت براجمات الصواريخ الأحياء السكنية في مدينة الحراك، وفي بلدة ناحتة بريف درعا الشرقي، انطلاقاً من أماكن تمركزها في ريف السويداء الغربي".

في غضون ذلك، أحبطت غرفة عمليات "توحيد الصفوف" التابعة لفصائل المعارضة، اليوم، محاولة تقدم لقوات النظام، في محور الدلافة وحران في منطقة اللجاة بريف درعا الشمالي الشرقي، وأوقعت خمسة قتلى في صفوف قواته.

ونفت غرفة العمليات المركزية في الجنوب في بيان لها، أمس، حدوث أي تقدم لقوات النظام والميليشيات المساندة لها، في الجنوب السوري، مؤكدةً زيف الادعاءات الصادرة عن قاعدة حميميم، والمتحدثة عن تسليم قرى اللجاة في ريف درعا.

وفي سياقٍ مُتّصل، أعلن "مجلس محافظة درعا"، التّابع للمعارضة السورية، اليوم السبت، الريف الشرقي للمدنية منطقة منكوبة بالكامل، وذلك نتيجة التصعيد العسكري الكبير من قبل قوات النظام والميليشيات المساندة لها.

وقال البيان الرّسمي الصادر عن المجلس "إنّ القصف المُمنهج من جانب قوّات النظام والميليشيات المساندة لها، طالت الحجر والبشر". وأضاف البيان "أنّ حرب إبادةٍ جماعيّة يشنّها النظام على بلدات الريف الشرقي من درعا، الأمر الذي أدى لحركة نزوح جماعية وتهجيرٍ قسري".

وطالب المجلس في بيانه "المجتمع الدولي" بتحمّل مسؤولياته وإيقاف ما اعتبرها "محرقة"، كما ناشد المنظمات الإنسانية والإغاثية "التّدخلَ السريع وإغاثة المنكوبين".

وكان المجلس المحلي لبلدة المليحة الشرقية، الواقعة جنوبيّ اللجاة في ريف درعا، قد أعلن المنطقة منكوبة بسبب القصف المكثف والهجمة الشرسة التي تتعرض لها بلدة المليحة والبلدات المجاورة، منذ ثلاثة أيام متواصلة.

في غضون ذلك، شهدت قرى وبلدات "بصر الحرير، مليحة العطش، ناحتة، الحراك، المليحة الشرقية والغربية"، في ريف درعا الشرقي حركة نزوح كبيرة بين المدنيين؛ نتيجةً للتّصعيد العسكريّ الذي تشهده المنطقة منذ قرابة الأسبوع.

وأفادت مصادر محليّة بأنّه وفقاً لإحصائيات تقريبية بلغ عدد العائلات النازحة ما يقارب الـ"أربعة آلاف عائلة"، أي حوالى خمسين ألف نازحٍ توزّعوا على المناطق التي لم يطالها القصف في ريف درعا.

قال السفير الروسي في بيروت "ألكسندر زاسبيكين"، اليوم السبت، إنّ "قوّات النظام السوري بدأت هجومها للسيطرة على مناطق في الجنوب السوري، بدعمٍ من القوات الروسية"، معتبراً أنه “لا يوجد أيّ مبرّرٍ لإسرائيل للقيام بأيّ عملٍ من شأنه تعطيل مكافحة الإرهاب"، على حدّ زعمه.

في حين دعت واشنطن ممثلي فصائل المعارضة إلى عدم الرد على ما وصفتها "استفزازات" قوّات النظام، وذلك لإعطاء فرصةٍ لـ"حلٍّ ديبلوماسيٍّ" يحافظ على اتفاق "خفض التصعيد" بين واشنطن وموسكو وعمان.

وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط"، فإنّ واشنطن وجّهت رسالةً نصّيّة إلى المعارضة المسلحة جاء فيها: "نعمل حالياً للحفاظ على وقف النار بالقنوات الدبلوماسية، ونبذل جهوداً جبارة في سبيل تحقيق ذلك. نتوجه إليكم بضرورة عدم الردِّ على الاستفزازات؛ لأنّ ذلك لا يؤدي سوى إلا إلى تسريع السيناريو الأسوأ للجنوب السوري، وتقويض جهودنا".

وأشارت الصحيفة إلى أنّ مصادر ديبلوماسيّة أكّدت أنّ ملف الجنوب السوري سيكون حاضراً في قمة مُحتملة في فيينا، بين الرئيسين الأميركي "دونالد ترمب" والرّوسي "فلاديمير بوتين"، خلال جولة "ترمب" في أوروبا، الشهر المقبل.

قال "ستيفان دوجاريك"، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أمس الجمعة، إنّ الأمين العام "دعا إلى وقف فوري للتصعيد العسكري في جنوب غرب سوريا، وذلك بعد أن صعّدتْ قوات النظام هجومها على مناطق لقوات المعارضة هذا الأسبوع".

ونقلت "رويترز" عن "دوجاريك" قوله: "إنّ الهجمات أسفرت عن تشريد آلاف المدنيين الذين يتّجه أغلبهم صوب الحدود الأردنية"، مضيفاً بأنّ الأمين العام "قَلِقٌ من المخاطر الكبيرة التي تشكلها تلك الهجمات على أمن المنطقة".

في غضون ذلك، قالت "نيكي هيلي"، السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، أمس الجمعة، إنّ "تصعيد قوات النظام ينتهك بوضوح اتفاق خفض التصعيد، وإنّ أكثر من أحد عشر ألف شخصٍ تشرّدوا بسببه"، مشيرةً في بيانها إلى "تحمّل روسيا المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد إضافي في سوريا".

 

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +