معارك درعا على أشدّها وقلقٌ أممي من كارثة إنسانية

معارك درعا على أشدّها وقلقٌ أممي من كارثة إنسانية

راديو ألوان - اخبار

تبنّت "غرفة العمليات المركزية" في الجنوب السوري التفجيرَ الذي استهدف عناصر لقوات النظام وميليشيّاته في بلدة "ناحتة" شرق درعا، والذي أسفر عن مقتل 20 عنصراً من قوّات النّظام، وإصابة العشرات بجروحٍ متفاوتة.

إلى ذلك، أعلنت "الغرفة"، مساء أمس الأربعاء، أنّ كتيبة الصواريخ التابعة لها، قصفت مواقع لقوات النظام في "حي سجنة" في مدينة درعا، بصاروخ أرض-أرض محلي الصنع، أطلقوا عليه اسم "أبو بكر".

وأشارت غرفة العمليات إلى أنّ الصاروخ حقّق إصابات مباشرة في صفوف قوات النظام، مما أدى لتدمير جزء كبير من تحصينات قواته وميليشيّاته.

من جانب آخر، قُتل 4 مدنيين، بينهم سيدة، وأصيب آخرون بجروح، إثر غارات جوية روسية على مدينة داعل في ريف درعا الغربي، اليوم الخميس، ضمن الحملة العسكرية الشرسة التي تشنّها قوات النظام وداعميه على الجنوب السوري.

كما قُتل مدنيٌّ آخر، إثر غاراتٍ مُماثلة على بلدة "خربا" في ريف درعا الشرقي، تزامناً مع غاراتٍ جوّيّة أخرى تجاوز عددها الثلاثين غارة على مدينة بُصرى الشام.

إلى ذلك، قُتل 7 مدنيّين، بينهم 3 أطفال، وأصيب آخرون بجروح، يوم أمس الأربعاء، بقصفٍ جوّيٍّ للنظام وروسيا على بلدة الطيبة شرق درعا.

وقالت مصادر محلية "إنّ فرق الدفاع المدني عملت على انتشال جثث القتلى"، موضحةً أن القصف "خلّف دماراً هائلاً في الأبنية السكنية والمحال التجارية".

وأضافت المصادر أنّ "5 مدنيين قُتلوا، بينهم ثلاثة أطفال، في مدينة داعل بريف درعا الغربي، و3 في علما والجيزة وصيدا، و6 بينهم 3 أطفال في المسيفرة والغارية الشرقية".

وذكرت المصادر أنّ "المشافي الميدانية في بلدة صيدا وبلدة المسيفرة وبلدة الجيزة بريف درعا الشرقي خرجت من الخدمة بعد استهدافها من قبل الطيران الحربي الروسي بغاراتٍ جوّيّة".

في سياقٍ مُتّصل، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من تدهور وضع الأطفال السوريين نتيجة التصعيد الذي يشهده الجنوب السوري.

وقالت المنظمة في تقرير لها، أمس الأربعاء، إنّ "ما لا يقل عن 20 ألف طفل اضطُرّوا للنزوح من درعا مع عائلاتهم في غضون 3 أيام"، مُشيرةً إلى "مقتل 4 أطفال وإصابة كثيرين بسبب معارك الجنوب".

في غضون ذلك، أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا "ستيفان دي ميستورا" عن خشيته من تحول المعركة في جنوب غرب البلاد إلى وضع أشبه بمعارك الغوطة الشرقية وحلب مجتمعة، مضيفاً أن التصعيد العسكري "قد يقوض التقدم على الساحة السياسية"، وفق تعبيره.

وحذّر "دي ميستورا"، خلال كلمته الموجهة إلى مجلس الأمن الدولي، من نشوب معركة شاملة هناك، معتبراً أن ذلك من شأنه أن "يزيد التوتر مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، وأن يقوض التقدم المحدود الذي يركز على جهود تشكيل لجنة دستورية".

وطلبت عدة دول غربية أعضاء في مجلس الأمن من روسيا احترام تعهداتها باتفاق "خفض التصعيد" في جنوب غرب سوريا، عبر وقف هجوم قوات النظام المدعومة روسيا ومن مليشيات أجنبية.

من جهته، قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة "فرنسوا دولاتر" إنّ فرنسا تدعو كل طرف بدءاً من روسيا "إلى الالتزام بالتّعهدات التي قُطعت، لكي يتوقف هذا الهجوم بدون تأخير".

وحذرت سفيرة بريطانيا في مجلس الأمن "كارين بيرس" من تكرار ما حصل في حلب والغوطة الشرقية.

من جانبها، أعلنت روسيا أن العمليات العسكرية في الجنوب السوري "لا يمكن إيقافها إلا بعد دحر الجماعات الإرهابية الموجودة بالمنطقة"، بحسب تعبيرها.

ودعت هيئة التفاوض السورية، أمس الأربعاء، إلى عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن لـ"بحث جرائم الحرب التي يرتكبها النظام السوري وحلفاؤه في محافظة درعا"، مطالبة بوقف العمليات العسكرية بشكل فوري على اعتبارها خرقاً للقرارات الدولية.

ودانت الهيئة، في بيانٍ لها، صمت مجلس الأمن وتخلّيه عن واجباته القانونية والسياسية في حماية المدنيين السوريين، وإيقافه استخدام القوة والأسلحة المحرمة دولياً من قبل قوات النظام وميليشيّاته ضد المدنيين.

 

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +