تقرير| السل والجرب يفتك بمخيم بر إلياس ببقاع لبنان..والأمم المتحدة في سبات

تقرير| السل والجرب يفتك بمخيم بر إلياس ببقاع لبنان..والأمم المتحدة في سبات

خاص راديو ألوان:

في مخيم منسي في منطقة البقاع على طريق بر لياس تجتمع 60 عائلة من النازحين السوريين فيما يقارب خمسين خيمة، يتقاسمون فيها مرارة اللجوء وصعوبات الحياة والأمراض، في المخيم ذاته هناك القمل والصيبان والجرب بل وحتى السل الذي بدأ يتفشى بين الأطفال وينقل عدواه للكبار جراء المياه الملوثة والتي لا يروها إلا كل فترة وأخرى.

 

هناك أيضا في نفس المخيم يعيش خالد اللاجئ الذي أتى من حمص قبل عامين مع عائلته المكونة من سبعة أشخاص، حيث أصيب طفله بمرض السل جراء المياه الملوثة، لكن لا أحد من المشافي استقبله ولا من المراكز الصحية بل وزاد الطين بلة أنه نقل العدوى إلى كامل العائلة التي اضطرت إلى أن تدفع مبالغ مالية كبيرة وتستدين في سبيل علاجها.

يضيف خالد "بعد إصابة طفلي البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً بمرض السل نقل العدوى إلينا، في حين طلبنا المساعدة من المشافي لكن لا أحد استقبلنا وبعثنا إلى لجان الصليب الأحمر والهلال الأحمر لكن لم يستجب أحد منهم، فاضطررت لاستدانة مبالغ من المال لنتعالج أن وعائلتي لكن مازال السل يلاحقنا".

 

فوزة أيضاً أحد ساكني مخيم بر الياس، مع عائلتها المصابة بأمراض تبدو ليست بذات الأهمية لكنها متفشية بين أطفال وسكان المخيم ككل ،  فالجرب، القمل، والصيبان وأمراض جلدية وحكة" داء متفشي في كل المخيم  كون الأهالي لايملكون نقود تكفي لشراء مواد التنضيف ونقص المياه وتلوثها، إضافة إلى أن المياه غير مشمولة بمساعدات الأمم المتحدة وتعتبر من الكماليات.

لكن هذا الأمر لايبدو مختلفاً عن سميرة اللاجئة القاطنة بنفس المخيم والتي تشارك سكانه نفس المعاناة، حيث تروي معاناتها فتقول "أنا أحد ساكني هذا المخيم، الذي يفتقر إلى أدنى مقومات العيش الإنساني، حالات الجرب والقمل والصيبان لا يخلو شخص إلا ومصاب بها، إضافة إلى أن المياه التي تأتينها في معظمها ملوثة وغير صالحة للشرب وهاذا ماسبب وجود حالات لمرض السل بين الأطفال".

وأضافت سميرة أن المياه تأتينا كل خمسة عشر يوماً مرة واحدة وفي طبيعة الحال يعني أن الاستحمام سيكون كل أسبوعين وكذلك تنضيف المكان الذي نعيش فيه، ناهيك عن منع الأمم المتحدة صرف مواد التنضيف واقتصار المساعدات على المواد الغذائية التي أصلاً لا تكفي.

مناشدات خالد وفوزة وسميرة وباقي لاجئي المخيم لم ترى صدى لدى الجهات المعنية، فلا المشافي ترضى باستقبالهم ولا الأمم المتحدة تقدم لهم أي مساعدة بهذا الخصوص وتعتبر أن مواد التنضيف من الكماليات وتقتصر مساعداتها على المواد الغذائية.

إذا مخيم بار إلياس بكل ما يحويه من معاناة وفقر وضعف بالإمكانيات، يبقى جزء من عشرات المخيمات الأخرى التي تحوي مئات آلاف اللاجئين السوريين الذي يتقاسمون نفس الأوضاع الصعبة، البعض منهم يحلم باللجوء إلى أوروبا والآخر بالعودة إلى الوطن والانتهاء من الحرب، لكن غالبيتهم يعيشون على واقع مرير ولايعلمون ما ينتظرهم غذاً في ظل سوء الأوضاع يوم بعد آخر والإعلانات المتكررة من قبل الأمم المتحدة بعدم قدرتها على تغطية حاجات اللاجئين وخفض المعونات يوم بعد آخر.

تقرير لـ نور الشامي و ديما شلار

https://soundcloud.com/radioalwan/iftkdo2undjt

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +