أشكال ألوان| سوريا تودّع عمر قشاش، وبشير وإياس العاني!

أشكال ألوان| سوريا تودّع عمر قشاش، وبشير وإياس العاني!

فقدت سوريا يوم أمس، اثنين من أبنائها الطيبين، تباعدا بالعمرِ فكانَ الأولُ أكبر من الثاني بأربعينَ عامًا تقريبًأ، ولكنّهما تقاربا في أمورٍ شتّى، منها نصرتهما للإنسان في وجه الفاشيّات والديكتاتوريات.


فعمر قشّاش، سياسي سوري، ونقابي من مواليد مدينة حلب عام 1926. كانَ عضوًا في حزب الشعب الديمقراطي، وسجينًا سياسيًا سابقًا. انتسب إلى الحزب الشيوعي السوري عام 1951. وانخرط في العمل النقابي في الخمسينات، وترأس نقابة الطباعة التي تأسست عام 1954. ثم انتخب عضواً في مجلس اتحاد عمال حلب عام 1956 ومجلس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية عام 1957. كما كانَ الراحلُ عضوًا في اتحاد الكتّاب بمدينة حلب منذ 1957. وتقاعد من العمل النقابي عام 1980.


omar-qashash-

اعتقل عمر قشاش في فترة الوحدة أواخر عام 1958 وأفرج عنه في أوائل عام 1962. ثمّ اعتقل في ظل حكم البعث في 5 حزيران 1978 وافرج عنه في 6 شباط 1980. وأعيد اعتقاله مرة ثانية في 5 تشرين الأول 1980 وحُكم عليه في محكمة أمن الدولة سيئة السمعة خمسة عشر عاماً، وأفرج عنه في 5 تشرين الأول 1995 مجردًا من الحقوقِ السياسية والمدنية. اعتقل عمر قشاش مجدداً في أيار 2011 بعد بدء الاحتجاجات المناوئة للنظام السوري، وأفرج عنه مبكراً.


تركَ غيابُ الراحلِ أثرًا في نفوس أصدقائه ورفاقهِ في الحركات اليسارية، فكتبوا مساءَ أمس يودّعونَ رفيقهم.



«سيرة سوريا الأسيرة»


هذا ما استطاعَ الكاتب والباحث والمفكّر فاروق مردم بك أن يعبّر بهِ عن خسارة عمر قشاش إذ كتبَ على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك:



هذا الرجل، عُمر قشّاش، المُناضل النقابي اليساري الديموقراطي، حفظت اسمه منذ بداية الستّينات، واحتفظت له، على مرّ السنين، وإنْ لم أتشرّف بالتعرّف إليه شخصيّاً، بزاويةً ليست لغيره من زوايا القلب.


سيرتُه سيرةُ سورية الأسيرة النبيلة الجميلة.


وداعاً «أبو عبدو».


بينما قال الكاتب ياسين الحاج صالح:


مات أبو عبدو، عمر قشاش


عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري وقت الانشقاق سنة 1972


أبو عبدو نقابي وكادر عمّالي رفيع الأخلاقية، كان يشارك مثل الذين يصغرونهُ بأكثر من 30 سنة بالحياة اليومية في السجن. رجل شعبي بأحسن معاني الكلمة.


وأضاف: مثل كثيرين جدًا، رحل أبو عبدو والبلد في حالة مأساوية، لكنه عاش لنحو 90 عاماً ورأى كثيرًا.


السلام لروحك يا رفيق عمر.


**


وعلى الجانب الآخر، فجع الوسط الثقافي السوري بنبأ إعدام الشاعر محمد بشير العاني مع ولده إياس، من قبل تنظيم داعش، بعد أن كان التنظيمُ قد اختطف الاثنين مطالع العام الحاليّ قبل أن يبلغ ذويهما بنبأ إعدامهما أمس في مدينة دير الزور التي يسيطر التنظيمُ على أجزاء كبيرة منها.


ومحمد بشير العاني، كانَ عضوًا في اتحاد الكتاب العرب في سوريا، وعضوًا في جمعية الشعر، وهو من أبرز شعراء محافظة دير الزور. ولد في العام 1960، وحصل على شهادة بكالوريوس في الهندسة الزراعية، وله ثلاث دواوين شعرية، أولها «رماد السيرة» 1993. ثم «وردة الفيحة» - دار علاء الدين، دمشق 1994، وأخيرًا «حوذي الجهات» الصادرة عن دار المجد العام 1994.


56e2075f8ad44

وكتبَ الشاعر والكاتب السوري عمر قدّور مودعًا بشير على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك:


«آخر مرة التقيت بها بالصديق بشير عاني قبيل مغادرتي الشام، كان برفقة زوجته التي دخلت محل ألبسة رياضية لتشتري بيجاما لابنها. ونحن ننتظرها خارجا أخبرني بشير بأنها مريضة بالسرطان، وقد تفارق الحياة من دون رؤية ابنها الموجود في دير الزور. كان صعبا علي النظر إلى زوجته عندما خرجت، وقلت لنفسي يوما ما سأعاتب بشير وأقول له: من تظنني لتحملني عبء معرفة أنها محكومة بالموت؟! الآن كبر العتب كثيرا يا صاحبي: من تظنني لأحتمل خبر استشهادك مع ابنك؟».


بدوره ودّع الكاتب السوري إسلام أبو شكيّر صديقه بشير العاني:


ما الذي آلمك أكثر يا بشير؟


الرصاصة وهي تخوض في دمك


أم حلمك وهو يسقط هكذا؟


كنت تعلم ـ وكنا نعلم معك ـ أنه حلم معرض للسقوط في أي لحظة، ولكن ليس بهذه الطريقة البائسة


ليس بهذا القدر من الفجائعية


ليس بهذه الكثافة من السواد


أحتاج ألف عمر يا بشير لكي أشفى من الجرح الذي خلفته رصاصات قتلتك في قلبي.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +