أشكال ألوان| شمال حلب، مسرحٌ للّعب بنا!

أشكال ألوان| شمال حلب، مسرحٌ للّعب بنا!

يشهدُ ريف حلب الشمالي، معاركَ متواصلة بين فصائل المعارضة السورية وتنظيم الدولة الإسلامية، لا سيما في القرى القريبة من الحدود السورية التركية. وصلت المعارضة السورية في الآونة الأخيرة إلى مشارف مدينة الباب، بعد سيطرتها على بلدة الراعي الاستراتيجة في شمال حلب، بيد أن سيطرة المعارضة لم تدم طويلاً، فتنظيم الدولة تمكن من استعادة البلدة بعد أقل من أربع وعشرين ساعة، والتمدد أكثر في قرىً خرجت من سيطرته في وقت سابق.


التحالف يداعب المعارضة السورية


فصائل المعارضة السورية، ورغم القصف الجوي من التحالف الدولي على مواقع تنظيم الدولة، لم تتمكن من تثبيت دعائم قواتها في القرى التي تسيطر عليها، لا بل تدفعها الظروف العسكرية إلى الانسحاب من بعض المواقع دون قتال.


التحالف الدولي، لا سيما الجانب التركي، يوفر للمعارضة غطاءً جوياً في تحرير قرىً من تنظيم الدولة، غير أن التحالف ينهي عمله بسيطرة المعارضة، دون تأمين الطرق والقرى القريبة، على غرار ما يفعله مع قوات سوريا الديمقراطية، التي لا يغيب طيران التحالف عن أجواء مناطقها، حتى التي سيطرت عليها مؤخراً.


«اسماعيل الأحوازي» أبرز قيادييّ المعارضة السورية في شمال حلب، أكد أنهم لا ينسقون مع التحالف الدولي في الحرب المفتوحة مع التنظيم، وإنما يقتصر ذلك على التعاون والتنسيق مع تركيا، فقط لا غير. الأحوازي الذي ينحدر من محافظة دير الزور، أكد أن القصف الجوي هو للطيران التركي، يرافقه قصفٌ مدفعيٌ من داخل الأراضي التركية، بيدَ أنه أوضحَ أن القصف يتوقف بسيطرة المعارضة على أيّ قريةٍ في شمال حلب.


كلام الأحوازي تطابقَ مع كلام قائد أحفاد صلاح الدين «محمود خلو»، الذي أكد أن التحالف معهم هو تركيٌ فقط، على الرغم من أن اللواء مدعومٌ بشكل مباشر من التحالف الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية. خلو برر خسارتهم لعشرات القرى في شمال حلب، بأن المنطقة مفتوحةٌ على بعضها، وأن قواتهم لا تستطيع تأمين تلك القرى، فهي تحتاج إلى غطاءٍ جوي مستمر يتصدى لأي هجوم مباغت من تنظيم الدولة الإسلامية، وبدون قصفٍ جوي لا تستطيع المعارضة السورية تأمين وحماية المناطق التي تسيطر عليها.


قال خلو القائد الكردي في المعارضة، أن جبهاتهم هي فقط ضد تنظيم الدولة، لا جبهات ولا قتال مع النظام السوري، أو قوات سوريا الديمقراطية التي تمكنت من السيطرة على أغلب القرى في شمال حلب. إذ أن المعارضة في شمال حلب، باتت مسيّرة من الولايات المتحدة، توجهها إلى الإرهاب، المتمثل بتنظيم الدولة، دون نظام الأسد أو صالح مسلم.


قوات سوريا الفصيل المدلل لأمريكا


على الجانب الآخر من المعارك، قوات سوريا الديمقراطية، التي يتم عملها بشكل مباشر مع التحالف الدولي، تمكنت في الآونة الأخيرة من السيطرة على ريف الحسكة الجنوبي، والدخول إلى المناطق الإدارية لمحافظة دير الزور، وكل ذلك بفضل التحالف الدولي الذي شنَّ عشرات الغارات الجوية على مواقع التنظيم، فدخلت قوات سوريا دون أيّ رصاصٍ أو اشتباك مع تنظيم الدولة، لا سيما في مدينة الشدادي التي مازال مركز الحسبة فيها على حاله، دون أي آثار قتال أو اشتباك.


قوات سوريا الديمقراطية تنسق بشكل مباشر مع التحالف، كلام أكده طلال سلو الناطق باسم القوات، مشيراً إلى أنه يتم إبلاغ التحالف عن أي عملية لتنظيم الدولة، كالتي حصلت في تل أبيض قبل فترة قصيرة، حين تسللن مجموعة من تنظيم الدولة إلى قلب المدينة، وباتت قوات سوريا الديمقراطية عاجزة عن مواجهة سبعة عناصر من التنظيم، فكانت الكلمة الفصل للتحالف الدولي، الذي أجبر تنظيم الدولة على الانسحاب بعد عشرات الغارات الجوية على مواقعه التي سيطر عليها في مدينة تل أبيض، والقرى المحيطة بها.


صحيفة يني شفيق التركية، كشفت عن لقاء جمع بين الاستخبارات الأمريكية، وقياديين في وحدات حماية الشعب، وتشير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة أبلغت وحدات الحماية أن المعارضة السورية فشلت على مدار عامين في دحر تنظيم الدولة، مضيفةً أن شمال حلب ومدنه (أعزاز، ومارع، وجرابلس) ستكون بيد وحدات حماية الشعب، في موعد أقصاه منتصف حزيران / يونيو المقبل، إذ تعهدت الولايات المتحدة الامريكية أن المقاتلات الحربية ستوفر غطاء جوي للوحدات خلال هجومها على شمال حلب. فلماذا لا تكون تلك الطائرات لمساندة فصائل المعارضة السورية في الحرب المفتوحة مع تنظيم الدولة، أم أن التنظيم بات شماعةً للولايات المتحدة، في تغذية صراعاتٍ الخاسرُ فيها مدنيون بعربهم وكردهم.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +