بلا عنوان 1

بلا عنوان 1

منظومة المشاعر الخاصة بالفرد والمواطن السوري تتعرض بشكل يومي الى حالة من العبث المخطط له مسبقا ان جاز التعبير ...

لا يدري هذا الكائن الذي وجد نفسه ينتمي الى هذا الجزء من الخريطة الا وهو في حالة دوران حول نفسه مستمرة بشكل يومي هو اما يسعى الى تجديد البسبور "جواز السفر التحفة" او يسعى الى تقديم طلب هجرة "هادا اذا كان وضعو لصاحبنا باللوج" او يسعى لتقديم طلب اللجوء "وهادا تقريبا بيشمل ٣/٤ السوريين يلي بالخارج"

 ومع كل الفئات سابقة الذكر في فئة مهمشة تعيش فكرة عنوانها "علينا ان نفكر بضمان مستقبل الاولاد"وهي الفئة مو عارفة وين تروح بحالها ...

كل ما سبق هو للمواطن السوري المحظوظ الذي تمكن من ان يجد نفسه خارج اسوار دمشق المحاصرة وحلب النازفة وحمص الرازحة تحت انقساماتها ودير الزور المختطفة وادلب التي تتقلب على نيران مجهولة الهوية حينا ومتجاهلة احيانا والحسكة وقامشلي وعين العرب الذين استفاقوا على حلم مؤود قد يؤسس لكابوس للوطن السوري ،،،ناهيك عن درعا الجنوب ....والرقة التي خطت أكبر اسم للجرح السوري الغائر ...والقائمة تطول لتمر بكل بلدة وقرية ومدينة ومحافظة سورية دون استثناء حتى لتلك المحافظات التي تعتقد واهمة انها خارج خارطة الموت السوري المتنقل .

 سوريو الداخل هم ابطال بالاختيار او بالاجبار ...لم يجدوا امامهم الا الصمود بالنيابة عنا جميعا ليبقوا لنا "شظية امل" بعودة قد تتحقق . أنقاض الوجع السوري تزداد توغلا مع كل غارة جوية ،،،مع كل طفل او طفلة تنتشل من بين "بقايا سوريا"،،،الأب السوري يتوشح جسدَ طفلته حينا او جسد طفله حينا اخر ،،،يعتصرُ ألمَه،،،لكنه بطريقة ما يجد الذي يجعله يمضي قدما بما بدأ به ،،،احيانا كثيرة أعتقد أن ذاك الأب لا يقهر ،،،أن تلك الغارة لم تنترع ابنته او ابنه ،،لم تغرس أنيابها بروحه ،،لم تتمكن من جذوة عِناد تتقد في أعماقه ، نظرة ألمه المختنق بين حنايا روحه على فقدان من أحب تمضي به الى مواجهة جديدة ،،،لا ادري كيف يفعلها ذاك الاب السوري ،،،لا ادري ما هي حصانته ،،ما هي نوع مناعته ضد الهزيمة ،،،ما هي عناصر قوته الكامنة ،،،هو في قمة هزيمته منتصر ،،،في قمة ألمه مرتفع ،،،في قمة وجعه متعافٍ ،،،في قمة وحدته يبتسم ،،،لا ادري حقا كيف يفعلها الاب السوري يحتضن جسد طفلته او طفله بيد ويهتف صارخا متحديا بيد. لخبطة مشاعر الها اول ما الها اخر ...مجرد الحديث عن الحالة السورية فيه استحضار لكل أرواح الحزن قاطبة في العالمين العلوي وغير العلوي ،،،أزمة احساس بيعشها السوري كل يوم ،،دموع مختزنة ودموع جاهزة للصرف مباشرة ،،،،كل حكاية سوريا يمكن أن تروى "بين دمعتين" تساقطتا من عين ذاك الأب المهزوم المنتصر .

كترنا بوصف الحزن وزدنا بالحكي عن الجرح بس بما انو القصة عن مشاعر السوري...فقدام الدمعة لسه في الضحكة والاغرب انو من هون فيني اسمع صوت الدبكة ،،،وهي طلعت ع القافية كمان شو بدكون احسن من هيك ...لم تهزم الغارة ابن سوريا ،،لم تجعله حبيس الاقبية والجحور ،،،اراهم خارج اسوار الخوف يرسمون وجها مبتسما ابتسامة ماكرة كلها تحدٍ ،،،تلك الابتسامة ليست الا قرارا جمعيّا كليّا للسوريين بأنهم لم يهزموا بعد ،،،يبدو أنهم سيخوضون الشوط الاضافي،،،لم يسلموا بالنتيجة بعد ،،،في جعبتهم المزيد ،،،في قدرتهم ما يكفي لأن يخيف ،،، وعلى الرغم من ان منظومة مشاعر السوري تخل بتوازنه بشكل يومي فيبدو سائرا مترنحا بين ما هو كائن وما يجب ان يكون . ولكن ..بقريحته الفطرية يدرك ابن سوريا انه يخوض حربه وحيدا ...يدرك انه محكوم بأن يستمر ،،،علما أن قلبه منسحب من حرب فرضت عليه رحاها لأنه تجرأ وهتف "حرية ...حرية ...حرية "

 

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +